Welcome

17/05/2013

رسالة مفتوحة إلى سليم الرياحي:الذئاب هم سبب الخراب


سي سليم، لابدّ أنّك لمست حجم المرارة وخيبة الأمل اللذين خلّفهما انهزام النادي الافريقي في المباراتين الأوليين من «البلاي أوف».. ورغم أنّ الجمهور الأحمر والأبيض محبط وثائر وساخط وناقم، فإنّه مشفق عليك أنت فقط لأنّ ما فعلته ليستعيد نادي باب الجديد مجده وإشعاعه وموقعه الحقيقي في خارطة الكرة التونسية لم يفعله أيّ من رؤساء الجمعيّات في بلادنا، فقد تعزّز الفريق بكل لاعب يشيرون به عليك، والله وحده يعلم كم أنفقت من مالك الخاصّ لانتداب عبد المؤمن جابو وماهر الحدّاد وفاتح الغربي ومراد الهذلي وأشرف الزيتوني وهتان البراطلي وعمّار الجمل وسلامة القصداوي ومبنزا وخالد لـمّوشيه وليعود خالد السويسي وزهير الذوادي، كما نجد على قائمة المشتريات كلا من برناركازوني ونبيل الكوكي وسفيان الحيدوسي وفوزي البنزرتي وفتحي العبيدي..
والثابت أنّ السّماسرة والبزناسة المحيطين بل المتربّصين بالجمعية ورّطوك في صفقات مغشوشة لم يجن منها «الشعب» سوى الخراب، بينما كنت أنت كمن رمى بالمليارات في البحر.. إنّ المخادعين بل الذئاب هم السبب في اقتناء الافريقي لأكثر من سلعة مضروبة، وإخفاقكم ضدّ النّجم والترجي طبيعي بما أنّ هؤلاء لا يهمّهم سوى ما يغنمون من كل صفقة، وأمّا أنصار الجمعيّة فليشربوا البحر..
ودعني أصارحك يا سي سليم: أنت ـ أيضاـ تتحمّل جزءا من المسؤولية في الخيبة، فقد كان عليك بمجرّد مباشرتك لمهامّك، تطهير إدارة النادي  من الانتهازيين الذين يحيكون مؤامراتهم في الظلام ولكنّك لم تفعل بل تخليت عن بسّام المهري الذي لا يشكّ أحد في نزاهته واستقامته وغيرته على الافريقي، وقبل كلّ هذا، في قدرته على حمل أذن القفة والإسهام ـ بما أوتي من حنكة وخبرة ودراية ـ في تصريف شؤون الجمعية، لكن وبما أنه يمثل خطرا على الذّئاب فقد تحالفوا ضدّه وتآمروا عليه حتى لا يكشف أوراقهم ويفضح دسائسهم وعملياتهم الدّنيئة..
إنّ «السلعة المضروبة» هي التي قضت على أحلام «الشعب»، ولعلّ أكبر دليل على ذلك، تشغيل ثلاثة مدرّبين منذ بداية الموسم وإلى غاية الآن، وليت فوزي البنزرتي كان أوّلهم، لا آخرهم، ففوزي عين دراهم الذي يعتبره البعض مدرّب الألقاب (سبعة منذ بدايته في 1979 مع أولمبيك سيدي بوزيد، وكلّنا نعرف نسبة مساهمة سليم شيبوب فيها، وأمّا البطولة التي أحرزها مع النجم، فليس له أيّ فضل فيها بما أنّ فريقا يضمّ الشيخاوي وموسى ناري وصابر بن فرج ومهدي مرياح والتراوي وأوغومبيي وجيلسون سيلفا والشرميطي والمثلوثي قادر على رفع اللقب حتى دون مدرّب.. نعم، على امتداد أكثر من ثلاثة عقود لم يتوّج سوى في سبع مناسبات، فهل يعتبر مدرّبا ناجحا أم فاشلا؟! وفضلا عن ذلك، ماذا عن إخفاقاته سواء في تونس (مع الفرق أو مع المنتخب) أو في ليبيا أو في الخليج؟!) فوزي البنزرتي وعفوا ان طال فتح القوس لم يكن الفني الذي يجب أن يعوّل عليه في هذه المرحلة الحاسمة، ومن نصح به أو ربّما فرضه، لم  يفعل ذلك لله في سبيل الله، بل لابدّ أنّه قبض عمولة عن الخدمة التي أسداها لصاحبه العاطل عن العمل..
يا سي سليم، لقد كان على الافريقي أن يتجه منذ أن عزل كازوني إلى جيرار بوشار حتى لا يجد نفسه يوما في خلاف مع النادي البنزرتي حول من هو أحقّ بالتأهّل إلى «البلاي أوف» وحتى لا يتلقى صفعة موجعة ضدّ النجم الساحلي قبل أن يعمّق كريم العوّاضي جراحه ويقلص بنسبة كبيرة حظوظه من المراهنة على المرتبة الأولى..
لقد آن الأوان لتقصي الذّئاب الجياع، وإن لم يفعل فستزيد حال الافريقي سوءا وان جلبت أكبر مدرّب في العالم وأبرز نجوم الكرة الى الحديقة «أ».
نجيب الخويلدي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire