Welcome

15/05/2013

عمر صحابو (رئيس حركة الدستوريين الأحرار): شخصـيــة ناشطة فـــي النهضة وشت بي إلى أمــن بــن عــلـي

اختار الإعلامي عمر صحابو أخيرا أن يقتصر نشاطه على العمل السياسي بعد إعلانه ومجموعة من الأحزاب تكوين حركة الدستوريين الأحرار، وقد كان عمل ولسنوات طويلة كإعلامي فهو مؤسّس مجلة المغرب العربي التي كانت شوكة في حلق نظامي بورقيبة وبن علي الذي عمد الى اسكات صوتها، ليحوّلها إلى جريدة يومية بعد الثورة، ويؤكد الاستاذ عمر صحابو انّ حركة الدستوريين الأحرار تستقي مبادءها وأهدافها من الحركة الدستورية التي تمتدّ جذورها الى ما قبل الحقبة البورقيبيّة، وأضاف انّها ستأخذ ايجابيات العهد البورقيبي ومكاسبه، وتتجاوز اخطاءها وخاصة على مستوى دمقرطة البلاد، وفي الحوار الذي أجريناه معه أجابنا عن تساولات عدّة تقرأونها في ما يلي..
كنت في بداية حياتك إعلاميا قبل ان تنضمّ الى حكومة الهادي نويرة، لو حدّثتنا عن تلك الفترة وخاصّة تولّيك منصبا حسّاسا في وزارة الدّاخلية؟
ـ في بداياتي كنت مدير مجلة L’action التي أسسها الحبيب بورقيبة ثم Dialogue وأمام حالة الانغلاق والكبت السياسي التي كانت تعيشه البلاد وأمام انحرافات الحزب الحاكم حينها استقلت من الحزب وغادرت البلاد وبمجيئ محمد مزالي لرئاسة الوزراء عدت الى تونس وتمّت دعوتي لتولّي منصب مدير للشؤون السياسيّة بوزارة الداخلية.
يتّهمك البعض بالعمل في وزارة الداخلية في سنوات القمع البورقيبي؟
ـ عندما عدت الى تونس في سنوات الانفتاح السياسي الذي أعلنه آنذاك محمد مزالي  في بداية الثمانينات عرضت عليّ ادارة الشؤون السياسية بوزارة الداخلية وربما لا يعلم كثيرون أنّ المدة لم تتجاوز 4 أشهر  تزامنت مع منح أول حزب سياسي معارض تأشيرة العمل وهو حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ورغم قيمة المنصب حينها فإنّني أعلنت استقالتي بعد أن  شعرت بأنّ سياسة الانفتاح لم تكن سوى شعار، لكني أيضا اكتشفت حينها صعوبة العمل الأمني ومدى التضحيات التي يقدّمها عون الأمن في تونس.
وماذا بعد الاستقالة من ادارة الشؤون السياسية؟
ـ عدت الى مهنتي الأولى واسست صحبة مجموعة من الرّفاق مجلة «المغرب العربي» التي تعرضت الى عديد المضايقات ووقع ايقافها عديد المرات وحكم عليّ بالسجن في عهدي بورقيبة وبن علي، وان لم أدخله في عهد بورقيبة الا انني قضيت سنة سجنا في عهد بن علي من 1991 الى 1992 منعت اثرها من السفر لأكثر من عشر سنوات حيث لم أتمكّن من مغادرة تونس في اتجاه فرنسا الاّ سنة 2002.
كيف كانت علاقتك بالمعارضة التونسيّة اثناء إقامتك في فرنسا؟
ـ كانت علاقتي طيّبة بجميع الأطياف السياسية الموجودة في أوروبا وكانت تربطني علاقة جيّدة بقيادات النهضة في الخارج وكنت من أشرس المدافعين عن حقهم في الوجود والنّشاط، لكنّي أحسّ الآن بأنّهم خدعوني مرّتين.
كيف ذلك؟
ـ خدعوني أول مرة عندما وشى بي أحدهم الى نظام بن علي ونقل فحوى لقاء جمعني بالمرحوم محمد مزالي ومحمد بنّور والطاهر بلخوجة وثلاثة من قيادي حركة النّهضة أحدهم الأخ الحبيب المكني حيث ما راعني الاّ وما قلته عن نظام بن علي ومن ضرورة الثورة عليه ينقل حرفيا الى أجهزة الأمن في تونس، وهو ما كلّفني الكثير..
ومن هي هذه الشخصيّة؟
ـ أنا أحتفظ بها لنفسي ولكنها شخصية ناشطة الآن في حركة النهضة، وأنا أنتظر أن يعتذر لي..
وما هي الخدعة الثانية؟
ـ عندما كانت قيادات النهضة في الخارج كانت تتحدث عن المشروع المدني للدولة وبأنها قامت بمراجعة  في أطروحاتها لنفاجأ بها ومنذ تولّيها الحكم تريد انشاء دولة اسلاميّة… أنا أعتبر ذلك خيانة مؤتمن لأنّ الناخب التونسي لم يصوّت للنهضة لإنشاء دولة دينيّة أو للتواطؤ مع السلفيين الجهاديين حتى ولو كانت خلفيتها اسلامية.
يعتقد البعض انّك انسحبت من نداء تونس لأنّك أردت ان تكون «رقم واحد» وبسبب بحثك عن الزّعامة أعلنت عن تكوين حركة الدستوريين الأحرار؟
ـ لا أعتقد ان من يقول ذلك جانب الصواب والقراءة في النوايا لا تستقيم…كنت أريد ان يظلّ السبسي زعيما لنا كقائد سياسي وليس رئيسا لحزب بل أكثر من ذلك كنت أعتقد أنّ الباجي سيكون زعيما لتحالف سياسي يضمّ مجموعة من الاحزاب لا أن يؤسّس حزبا جديدا ولأنه اختار ذلك فقد أعلنت انسحابي من الحزب.
هناك 3 كتل تمثّل الدستوريين،  فماذا يميّزكم في الدستوريين الأحرار عن نداء تونس والجبهة الدستوريّة؟
ـ نداء تونس كحزب سياسي لا يعبر عن الهويّة الدستورية لأنّ مكوّناته هي عبارة عن عدّة حساسيات وتيارات فكرّية غير متجانسة، حتى ولو اعتبرنا انّ الباجي قائد السبسي دستوري روحا وعقلا مجسّد للفكر البورقيبي وللمنهجية البورقيبيّة الاّ أنّه حين يتحدّث لا يتحدّث باسم الدستوريين كالطيب البكّوش ولزهر العكرمي أو محسن مرزوق لأنّهم ليسوا دساترة، بينما نحن في حركة الدستوريين الأحرار نريد أن نهيكل ونجسّم الهويّة الدستوريّة، أما بالنسبة  إلى بعض اخوتنا في الجبهة فإننا نختلف معهم في اختياراتهم الاستراتيجيّة لأننا مثلا لا نتصوّر أنفسنا في علاقة مناصرة أو مباركة لأي عمل نهضوي كان، رغم أنّه ليس لنا أيّ عداوة ميدانية مع حركة النهضة فهم شركاؤنا في الوطن وفي المصير لكن مشروعها ومشروعنا خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا.. رغم أننا لا نرى مانعا في مباركة الجبهة والتصويت لفائدتها.
ألا تعتقد أنّ الشّريحة التي قد تتفاعل مع حركتكم هم الشيوخ والكهول وانّ الشباب قد لا تعنيه الحركة الدستورية خاصة انه لا يعرف  شيئا عن الحقبة البورقيبة؟
ـ نحن في حركتنا نرفض التماهي مع الحقبة البورقيبة فالفكر الدستوري لا يختزل الحقبة البورقيبيّة فهي التي  حوّلت ما هو نظري الى عملي.. الفكر الدستوري سبق بورقيبة في ابعاده التاريخية، فنحن وإن كنّا معتزّين بانجازات حققها بورقيبة فإنّنا ننقد خطأه التاريخي في التباطؤ في عملية دمقرطة البلاد.
أما الحديث عن الشّباب فأؤكّد   انّ منهم من عبّروا عن رغبتهم في الانضمام الى الحركة لأننا نعتقد أنّ تونس لا يمكن أن تحقق استقرارها وأمنها الا بالعودة الى الفكر الدستوري وقد بدأت التنسيقيات في عديد المدن في النشاط، كما أريد أن أشير الى أنّ العديد من الدساترة عانوا القمع في عهد بن علي، أمّا الآن فقد استفادوا من أخطاء النهضة وممارساتها، وتخلّصوا من بعض مركبات الذنب اما الآن  فكما يقول جحا «الناس تعرف الناس» علما أننا نختلف مع النهضة في اختياراتها السياسيّة فقط وقوّتنا اننا لن ننطلق من الصفر بل من خلال قواعدنا ومناضلينا ومن تاريخنا النضالي الذي يمتدّ الى أكثر من 60 سنة.
كيف تقيّم عمل حكومة الترويكا؟
ـ هي ليست حكومة الترويكا بل حكومة النهضة بامتياز والمؤتمر والتكتل هما مساعدان لها فقط، والانجاز الوحيد هو انها وصلت الى الحكم ما عدا ذلك فانها لم تحقق شيئا.
هل ستتحالفون مع نداء تونس إن أجريت الانتخابات؟
ـ أشكرك على الشطر الثاني من السؤال لأنّني لا أعتقد انّ بلادنا ستعرف انتخابات على الأقل في سنة 2013، اما عن تحالفنا انتخابيا مع نداء تونس فهذا سابق لأوانه لكن كلّ الاحتمالات واردة.
هل ستترشّح للرئاسة؟
ـ سؤال سابق لأوانه نحن الآن منهمكون في بناء الحركة وتكوين التنسيقيات ولكلّ حادث حديث.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire