Welcome

15/05/2013

مقال رأي/ إلى الغنوشي: تـونـس إلـى أيــن؟

 تعتبر مدينة قفصة مدينة مغاربيّة بامتياز حيث كان الفسفاط عامل استقطاب لليد العاملة منذ نشوء شركة الفسفاط سنة 1980 وحتى أثناء الاستقلال والتي تحتاج الى وفرة اليد العاملة.
كما كان المناخ في قفصة يوفّر نسبة امطار كافية 300 مم  للزراعة وللمرعى  اما اليوم فصار المناخ يعاني من ظاهرة الاحتباس الحراري فتسبّب في تراجع الفلاحة كما صار  استخراج الفسفاط يعتمد على تقنيات حديثة ممّا جعل الشركة تستغني عن معظم عمالها.
إنّ الشركة لم تسجّل أيّ خسارة عندما كان عمالها بالالاف ولم يكن هناك نصف انتاج ما نراه اليوم 1980 دخلت الشركة في مرحلة الانتاجيّة المطلقة (أين الخسارة إذن؟) علما انّ دخل الدولة من الفسفاط لا يعمله الى يومنا هذا الا الله ورئاسة الجمهورية، حيث كانت الملفات المتعلقة بدخل الفسفاط مقرها ومستقرها رئاسة الجمهورية فمادة الفسفاط مادة حيوية بالنسبة للدولة اما مضارها فلا تعني الدولة في شيء (السرطان ـ القلب ـ يضاف اليه الماء غير الصالح والممزوج بمادة الفليور المسبّبة في تشوه الاسنان) قلما وجدت في هذه المدينة من لديه اسنان طبيعية فهل  هناك تعاسة تشابه هذه التعاسة؟ وكان من الطبيعي ان تندلع احداث الحوض المنجمي الأولى سنة 2002 ـ 2003 وقتها صرح الغنوشي من منفاه ان ما يجري من احداث يعتبرعملا بطوليا لمقاومة الطاغية، أمّا اليوم فإنّ ما يقوم به السيد عدنان الحاجي مفجّر انتفاضة الحوض المنجمي الثانية 2008 والتي سقط فيها الشهداء والجرحى يعتبر عملا تخريبيّا وفق مقاييس السيد الغنوشي في حين انّ هذه الانتفاضة تعتبر المسمار الأول الذي دقّ في نعش نظام بن علي بل هؤلاء الأبطال وغيرهم أعادوك من منفاك.
فهؤلاء لم يطلبوا المستحيل بل طلبوا تفعيل الاتفاقيّة السابقة بل وذهب السيد الغنوشي في تشبيهه للأمر بما جرى في عين أميناس وهي مقارنة لا تنم عن ذكاء سياسي بل هي وقلّة لباقة ودعوة صريحة الى استعمال العنف فالسيد الغنوشي نسي دوره كرئيس حزب بل تحدث كرئيس دولة ورئيس حكومة ورئيس برلمان لا بل اختزل كل صلاحيات الدولة في شخصه والغنوشي ـ أكثر الناس دراية بوضع الحوض المنجمي وبقفصة عامّة ـ لأنّه عاش ردحا من الزمن في مدينة قفصة مدرسا بالمدرسة الابتدائيّة مدرسة شهداء 4 ـ 12 ـ 1952 لابل كانت هذه الفترة الأساس في تكوين شخصيته السياسية والفكرية. ربما حكومة (السيد راشد الغنوشي) تبحث لها عن مبرر لتعلق عليه فشلها.
انّ افلاس الشركة لا سمح الله تتحمّله الحكومة وحدها لأنّها تسعى إلى ايجاد حلول جذرية بل كلّ ما رأيناه هو حلول تلفيقيّة ومن يدري هل تتعرّض الشركة للافلاس المقصود حتى يتمّ بيعها كما بيعت شركة فسفاط الأردن، فهذه حكومة تصريف أعمال لا تتمتّع بأيّ شرعيّة ولا تمتلك ايّة برامج استراتيجيّة بل برامجها هي الاستيلاء على السلطة كما ذهب راشد الى موضوع الارهاب وبآن النهضة وجودها ضرورة بصفتها صمام أمان وبأنّ غيابها سيؤدّي الى فراغ ستستغله السلفية..  ربما نسي السيد راشد الغنوشي انّه جاء بالانتخاب ولم يأت بالانقلاب ولم أر في حياتي سياسيا كان من كان يساوم شعبه اما النهضة او الفراغ علما انّ النهضة والفراغ سيّان فهذا الأمر من المساومة لا نجده الا عند الأنظمة الديكتاتورية وحتى الأنظمة الديكتاورية لا تقوم به جهارا نهارا بل تعتمد الى أسلوب الإيحاء علما انّ  حركة النهضة لم تأت الى السلطة بالانقلاب بل ما نراه اليوم هو الانقلاب بعينه وهذا الأمر وسواه والنوايا المبيتة وغير المعلنة ستؤدّي حتما الى كوارث وتدخل البلاد الى المجهول.
جبران العكرمي (قفصة)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire