أشّر عشية أمس كل من نصر الله الجوادي في صفاقس وياسين حرّوش في رادس
خلال نفس التوقيت تقريبا على نهاية المواجهتين الأخيرتين من سباق مجموعة
التتويج للبطولة الوطنية المحترفة لكرة القدم ليكون ذلك اعلانا رسميا عن
تنصيب النادي الصفاقسي على عرش كرة القدم التونسية في أعقاب موسم ليس ككلّ
المواسم وذلك لعدة اعتبارات، أوّلها تغيّر طعم النهاية بعد “احتكار نسبي”
للترجي لهذا اللقب وثانيها اعتماد نظام المجموعتين في فترة استثنائية
وانتقالية وثالثها تعدّد المشاكل في موسم صاخب رأينا فيه نشاطا مكثّفا
للجامعة والرابطة ولجنة الاستئناف والكناس وصل حدّ الالتجاء الى راشد
الغنوشي وكذلك كشف تسجيلات عن الرشوة والتلاعب والى ما غير ذلك ولم يبق
تقريبا الا الذهاب الى محكمة العدل الدولية بلاهاي…
كل هذه الشكليات ستزاح جانبا لأننا عن أنفسنا مللنا حبر تفاصيلها،كما أن
الأمر لن يقلّل من حجم استحقاق النادي الصفاقسي وجدارته بلقب يمكن اعتباره
انتصارا للفن الكروي الأصيل ومؤشرا على ظهور تشويق افتقدناه طويلا وخلنا
أن آجال عودته مازالت بعيدة ..
بين هذا وذاك ارتفعت عديد الأصوات لتجرّم الحكام وتؤكد أن قرارات أصحاب الأزياء السوداء هي من وجّهت اللقب الى باب الجبلي وجعلت الحسرة طاغية في سوسة وباب السويقة طالما أن الافريقي مرّ كعابر سبيل لم يقو على فعل شيء في صراع الكبار ..هذا الكلام يلقى رواجا كبيرا في صفوف أوساط عدة ألفت امتهان مثل هذه الأدوار والسير عكس التيار وهي “سنة حميدة” باتت تعيش على وقعها الكرة التونسية منذ سنوات خصوصا مع رواج واسع تعرفه صحافة البلاط لغايات في نفس ملعون.
بين هذا وذاك ارتفعت عديد الأصوات لتجرّم الحكام وتؤكد أن قرارات أصحاب الأزياء السوداء هي من وجّهت اللقب الى باب الجبلي وجعلت الحسرة طاغية في سوسة وباب السويقة طالما أن الافريقي مرّ كعابر سبيل لم يقو على فعل شيء في صراع الكبار ..هذا الكلام يلقى رواجا كبيرا في صفوف أوساط عدة ألفت امتهان مثل هذه الأدوار والسير عكس التيار وهي “سنة حميدة” باتت تعيش على وقعها الكرة التونسية منذ سنوات خصوصا مع رواج واسع تعرفه صحافة البلاط لغايات في نفس ملعون.
ما يجري يتطلّب وقفة هادئة تعيد توزيع الأدوار وتوضيح عدة حقائق لا بدّ
من انارة الرأي العام الرياضي بها لأن “الساكت عن الحق شيطان أخرس” في ظل
ارتفاع موجات الاستهجان لتتويج يبقى “الصفاقسية” أجدر الفرق به في موسم لم
يتجاوز فيه مردود البقية درجة المتوسط، ولذلك فان العدالة الكروية أنصفت
زملاء محمد علي منصر رغم كل العراقيل المنتصبة في طريقهم..
في الموسم الذي ودّعناه، لا بد للترجيين مثلا أن يقتنعوا -بعد تفكير
هادىء بعيدا عن الصخب والانفعال- بأن فريقهم يعيش على وقع مرحلة مفصلية
عنوانها البارز انتهاء جيل نال من الألقاب ما خلق نوعا من التخمة الكروية
بعد “الدوبلي” ثم رابطة الأبطال فلقب البطولة مجددا وبينهم خاضت المجموعة
رهان العالمية في اليابان،وبذلك نال الاجهاد من المولهي وشمام والدربالي
والهيشري وتراوي وأفول بعد رحيل الدراجي والقربي والمساكني ونجانغ..و لعلّ
ما غاب عن هيئة المدب هو أن المواصلة بنفس النسق ليست بالأمر الهيّن خاصة
اذا ما كانت البدائل المتوفّرة من شاكلة بوعزي وشاكر الزواغي والعكايشي
والشهودي وكلوتي ..
غير بعيد عن الترجي، لا بدّ من التعريج على حالة النجم الساحلي الذي
تلظّى بنيران الانقسامات وبداية الموسم المرتبكة وغياب الأموال وهذه حقائق
يدركها المقرّبون من كواليس مركب محمّد معروف بسوسة، وحتى ان سعى زياد
الجزيري ومعه حسين جنيح وبتخطيط من دينيس لافاني الى تدارك كل هذه النقائص
واصلاح ما أمكن،فان اللقب مال في نهاية المطاف الى المجموعة الأكثر
استقرارا والتي عملت كثيرا ولكنها آثرت الصمت بعيدا عن الغوغائية والوعود
الرنّانة..
هذه الوصفة المتوفّرة في صفاقس لم نجد لها أثرا في حديقة المرحوم منير القبايلي بدليل أن الفريق بات على شفا انهيار يترصّد المجموعة التي أنفق سليم الرياحي الكثير من المال لاصلاح مسارها، بيد أن الوهن الذي تسرّب الى مفاصلها حكم عليها مبكرا بالاكتفاء بدور المتفرج اثر مرور “قيصري” الى مرحلة البلاي أوف…
هذه الوصفة المتوفّرة في صفاقس لم نجد لها أثرا في حديقة المرحوم منير القبايلي بدليل أن الفريق بات على شفا انهيار يترصّد المجموعة التي أنفق سليم الرياحي الكثير من المال لاصلاح مسارها، بيد أن الوهن الذي تسرّب الى مفاصلها حكم عليها مبكرا بالاكتفاء بدور المتفرج اثر مرور “قيصري” الى مرحلة البلاي أوف…
البطولة اختارت الفارس الأكثر جسارة ووشحت بوجهها عن المرتبكين واللذين
بدت خطواتهم متعثّرة، وهذه وصفة ميّزت تشكيلة رود كرول عن البقية وجعلت
الفرحة تعود الى صفاقس بعد ثماني سنوات من الانتظار لتنتفض عاصمة الجنوب
على ايقاع لقب بدا “خاليا من الشبهات” طالما أنه حسم بين كبار القوم وانتفت
معه الشكوك رغم كل الجدل البيزنطي المثار حول المواجهة الأخيرة مع
الافريقي، فالصفاقسي هزم النجم ذهابا وايابا وتطاول على الترجي في معقله
بملعب رادس.. ولذلك فان الأجدى في مثل هذا الظرف هو الحديث عن هذه التفاصيل
في “المكشخة” قبل التركيز على مراد بن حمزة، وهو الشأن في سوسة بدل اقامة
منابر لتفصيل رواية المؤامرة والتركيز على ما مفاده “مسرحية بطلها التحكيم”
..
انتهى الجدل الكروي وسيدوّن التاريخ نادي عاصمة الجنوب كبطل للموسم
الكروي المنقضي،وهذا ما يفرض رفع القبعة اجلالا لمجموعته التي لعبت بلا عقد
ولا حسابات مسبقة ولم تشتك كثيرا.. وها أنها تؤشّر لعودة المارد الأبيض
والأسود في زمن ارتباك البقية بين “ترجي” يعيش على أطلال تخمة الألقاب
و”نجم” مازال لم يسطع ببريق العادة و”افريقي” افتقد الى رجولة وعزيمة أولاد
الجمعية اللذين يبقى كل خوف الأنصار أن يكونوا انقرضوا بعد أن ووري جثمان
المرحوم لسعد الورتاني التراب في موسم شدّ فيه سليم الرياحي الاهتمام
بتدويناته الفايسبوكية أكثر مما جنته الجمعية…
الكرة لا تعترف بغير حقيقة الميدان وكل ما سيحبر عن مؤامرات وروزنامة
على المقاس وحكام يجيدون تفصيل القرارات انما هو تضليل للأنصار وسباحة عكس
التيار تفرضان أولا وأخيرا تعديل الأوتار قبل أن يحتدّ الأمر ويصير بمثابة
الانهيار… انتهى الدرس.
طارق العصادي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire